صباح العيش يا عم درويش


لقد فكرت طويلاً ماذا سأكتب هذا الاسبوع ؟ هل سأكتب عن غزة أم عن لبنان أم العراق أم سوريا أم الارهاب أم .... .؟ ولكن وجدت أن الاولي من كل هذا هو أن اتكلم عن مشكلتي ، تلك المشكلة التي تشغل فكر كل مصري يعيش حياة متوسطة ، ( رغيف العيش ) هذا الرغيف الذي يمثل حقيقة لكل من يحصل عليه انتصارة كبري بسبب المعاناة التي تحدث لمن يفكر او تسول له نفسه بشراء رغيف الحياة .
اولا اود أن اضع تعريفا لهذا الرغيف : هو الرغيف الذي يتكالب عليه كل المصريين هو أرخص ما بالسوق ولكنه أصعب شئ تستطيع الحصول عليه لا أدري هل هذا لفكرة سياسية لكي ينشغل هذا الشعب في كيفية الحصول عليه؟ ولكن كيف هذا والناس اصبحت لا تطيق بعضها البعض بسبب هذا الرغيف ولذلك لا ارجح هذه الفكرة ، وتبقي وجهة أخري هي ان صعوبة الحصول عليه تكمن في الازمة الاقتصادية ولكن هل تصل الازمة الاقتصادية لدرجة الصعوبة في الحصول علي هذا الرغيف !!!؟ .
الشعب المصري او بمعني اصح تقوم كل عائلة بتكليف أحد أفرادها بالتنازل عن الفترة الصباحية من يومه ويقوم بحشد العدة للإستعداد لمعركة العيش الصباحية وكلا منهم يدعوا الله له بالنصر والتوفيق في محاولة لنزع العيش من ايدي اصحاب الفرنة الذين يمثلون نفوذا قويا ، بأعتبارهم متحكمون في مقاليد الحكم - رغيف العيش - । رغيف العيش اصبح مشكلة خطيرة وعند تحليل تلك المشكلة نجد الخطورة الحقيقية تكمن في انها تعبر حال المجتمع وما وصل إليه واننا لا نستطيع ان نوفر ابسط اساسيات الحياة ،فمابالك إذا انتقلنا إلي ارتفاع الاسعار والتي اسميها ( ظاهرة جنون الاسعار ) ، كلما افكر فيما وصل إليه حالنا اتعجب مما وصلنا إليه ، ولكن الا يوجد حل لتلك الازمات ، هل سنستمر في صراع مع سد الاحتياجات الاساسية لنا ونترك البحث عن الذات ومعايشة العالم ونتفرغ لرغيف العيش ، انا لا اصدق ما يحدث من ان الناس يذهبون من الصباح الباكر امام الفرنة لكي يحصلوا علي رغيف العيش ومنهم والله الذي بعد كل ذلك لا يستطيع الحصول عليه ، ولا يتمكن احد من الحصول عليه إلا إذا كان معه أحد الوسطاء ، أو لديه معرفة بعم درويش بتاع العيش ، ولكن ما السبيل إلى الخروج من تلك المشكلة ، تلك المشكلة التى إذا استمر الصمت عنها ستصبح قنبلة موقوتة وانا أحذر منها - كما حذرت سابقا من صراع الفلسطينيين مع بعضهم وحدث ماتوقعناه من استغلال اسرائيل لذلك وهذا مايحدث الان - فخلاصة القول أن العلاج دائما يبدأ بمعرفة الاسباب
فمن أجل حل المشكلة لابد من معرفة أسباب المشكلة ومن هنا يبدأ العلاج ، وقبل كل ذلك لابد من تكاتف الدولة من اجل الحل المنشود ولابد أن تفكر الدولة في مصالح شعبها وتضعها فوق أي اعتبار لأن مشكلة رغيف العيش وارتفاع الاسعار هما أنعكاس لدور الدولة في أداء واجبتها ، ولذلك فلا سبيل ولاطريق للحل إلا من خلال أن تزيد الدولة رقابتها علي جميع عناصر الدولة وتحكم سيطرتها التي أري انها ضاعت من خلال ما نراه في فوضي الاسعار ، أما انا وانتم فكل ما استطيع أن أقوله لنا الله ولا شئ غير الله لأن ماهو قادم أرى أنه أظلم مما سبق لان الواقع هو الذي يتكلم وانتم أساس ذلك الواقع । ولا استطيع في الختام إلا ان أطلب منكم الصبر لعل الله يرفع عنا البلاء واطلب أن نسير وفق قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) .

( سامي فرجاني )

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يخربيتك ياسامي ايه الحلاوه دي
ايه الجمال ده لا لا مش معقول تاخد امتياز في الجامعه وانا اديك امتياز في المقال ده انتا ممتاز
بس علي فكره ده مش كلامك خالص انتا نقله من الجرنال